فَقَالَت: أسقوه لَبَنًا حازرًا، فَأبى أَن يشرب، وَقَالَ: أَيْن الضَّرْب والزبد؟ فَقَالَت: افرشوا لَهُ عِنْد الفرث وَالدَّم، فَأبى أَن ينَام، وَقَالَ: افرشوا لي فَوق التلعة الْحَمْرَاء، واضربوا لي عَلَيْهَا خباء.
ثمَّ أرْسلت إِلَيْهِ تَقول: هَات شرطي عَلَيْك فِي الْمسَائِل الثَّلَاث، فَأرْسل إِلَيْهَا سَلِي عَمَّا شِئْت.
فَقَالَت: مِم تختلج شفتاك؟ قَالَ: لشربي المشعشعات.
قَالَت: مِم يختلج كشحاك؟ قَالَ: للبسي الحبرات.
قَالَت: فمم يختلج فخذاك؟ قَالَ: لركوبي السابقات.
فَقَالَت: هَذَا هُوَ زَوجي، فَعَلَيْكُم بِهِ، واقتلوا العَبْد، فَقَتَلُوهُ، وَأَقْبل امْرُؤ الْقَيْس على الْجَارِيَة.
فَقَالَ ابْن هُبَيْرَة: لَا خير فِي سَائِر الحَدِيث اللَّيْلَة، بعد حَدِيثك يَا أَبَا عَمْرو، وَلنْ يأتينا أحد بِأَعْجَب مِنْهُ، فقمنا، وانصرفنا، وَأمر لي بجائزة.