وأطعموه من درتها وذنبها، فَفَعَلُوا، فَأكل مَا أطعموه.
فَقَالَت: اسقوه لَبَنًا حازرًا وَهُوَ الحامض، فَشرب.
فَقَالَت: أفرشوا لَهُ عِنْد الفرث وَالدَّم، ففرشوا لَهُ، فَنَامَ.
فَلَمَّا أَصبَحت، أرْسلت إِلَيْهِ: إِنِّي أُرِيد أَن أَسأَلك.
فَقَالَ: سَلِي عَمَّا بدا لَك.
فَقَالَت: مِم تختلج شفتاك؟ فَقَالَ: لتقبيلي فَاك.
فَقَالَت: مِم يختلج كشحاك؟ قَالَ: لالتزامي إياك.
فَقَالَت: مِم يختلج فخذاك؟ فَقَالَ: لتوركي إياك.
فَقَالَت: عَلَيْكُم بِالْعَبدِ، فشدوا أَيْدِيكُم بِهِ، فَفَعَلُوا.
قَالَ: وَمر قوم، فَاسْتَخْرَجُوا امرء الْقَيْس من الْبِئْر، فَرجع إِلَى حيه، وَاسْتَاقَ مائَة من الْإِبِل، وَأَقْبل إِلَى امْرَأَته.
فَقيل لَهَا: قد جَاءَ زَوجك.
فَقَالَت: وَالله، مَا أَدْرِي أهوَ زَوجي أم لَا، وَلَكِن أنحروا لَهُ جزورًا، وأطعموه من كرشها وذنبها، فَفَعَلُوا، فَلَمَّا أَتَوْهُ بذلك، قَالَ: أَيْن الكبد والسنام والملحة، وأبى أَن يَأْكُل.