قلت:
والطور في عد الحجازي أهملا ... والشام دعا مع كوف نقلا
عن من تولى الشام شيئا آخرا ... كوف ودنيا للدمشقي احظرا
وأقول: دل البيت الأول على أن قوله تعالى: {وَالطُّور} أهمل في عد الحجازي فيكون ثابتا في عد العراقي والشامي، وأن الشامي نقل -مع الكوفي- عد قوله تعالى: {يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا} فلا يكون معدودا عند الحجازيين والبصري، وهذان الموضعان هما المختلف فيهما في سورة الطور. ودل البيت الثاني على أن قوله تعالى في سورة النجم: {فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى} معدود للشامي ومتروك لغيره. وتقييده بعن من، للاحتراز عن {أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى} فإنه معدود للجميع. وعلى أن لفظ شيئا المتأخر في الذكر وهو قوله تعالى: {إِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا} عده الكوفي وحده، وتقييده بالآخر لإخراج الأول وهو {لا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا} فليس معدودا لأحد كما دل على الأمر بحظر أي منع عد قوله تعالى: {وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا} للدمشقي، فيكون معدودا للباقين، فمواضع الخلاف في سورة والنجم ثلاثة: {عَنْ مَنْ تَوَلَّى} ، "شيئا"، "الدنيا". والله تعالى أعلم.