أنشدني أبو علي الجعفري البصري، قال: أنشدني إسماعيل بن عباد لنفسه:

وقائلة لم علتك الهموم ... وأمرك ممتثلٌ في الأمم

فقلت: ذريني في غصتي ... فإن الهموم بقدر الهمم

سمعت أبا أحمد الحيري يقول: سمعت أبا علي الثقفي يقول: كن شريف الهمة، فإن الهمم كحملة الأشياء لا النفوس، وأنشد:

حملتم القلب ما لا يحمل البدن ... والقلب يحمل ما لا يحمل البدن

ومن الفتوة أن يحفظ العبد على نفسه هذه ستة الأشياء، ولا يخل بواحدة منها: الأمانة، والصيانة، والصدق، والصبر، والأخ الصالح، وإصلاح السريرة. فمن ضيع واحدة منها، فقد خرج عن حدود اليقين.

قال بعض الحكماء: من وجدت منه هذه ستة الأشياء، فاحكم له بالفتوة التامة، وهو أن يكون شاكراً بقليل النعمة، صابراً على كثير الشدة، يداري الجاهل بحلمه، ويؤدب البخيل بسخاوته، ولا يزيد فيما يعمله لمحمدة الناس، ولا ينقص مما كان يعمل من قبل مذمتهم. وقال يحيى بن معاذ رحمة الله: الفتوة الصفاء، ثم السخاء، ثم الوفاء، ثم الحياء.

وقال أبو الحسين بن سمعون رحمه الله: الفتوة أن لا تعمل عملاً في السر تستحي منه في العلانية. وقال أبو الحسين المالكي رحمه الله: الفتوة كرم الأخلاق،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015