اعلم أن تلاوة القرآن هي أفضل الأذكار، والمطلوب القراءةُ بالتَّدَبُّرِ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
وما كان منها لا يليق بالعبد معانيها كالله والأحد والقدوس وشبهها فإنه يجب على العبد الإقرار بها والتذلل لها والاستشفاق منها وما كان منها بمعنى الوعيد كشديد العقاب عزيز ذو انتقام فإنه يجب على العبد الوقوف عند أمره واجتناب نهيه واستشعار خشيته عر وجّل كخوف وعيده وشديد عقابه هذا وجه إحصائها فهذا يدخل الجنة إن شاء الله تعالى اهـ، وقيل معنى ذلك أن يعلم أنه سميع فيكف لسانه عن القبيح وأنه حكيم فيسلم لحكمته وزاد المصنف في شرح مسلم فحكى أن معنى أحصاها عدها في الدعاء بها قلت لعل الزين العراقي في المستخرج على المستدرك بعد أن أورد رواية للشيخين بلفظ من حفظها الخ. قال البيهقي وذلك يدل على أن المراد بقوله من أحصاها من عدها اهـ، وفيه بعد بل الظاهر أن رواية الشيخين تؤيد من فسر أحصى بحفظ على أنه قد ورد في رواية لأبي نعيم من أحصاهن أو عدهن أورده العراقي وهي لكون العطف مقتض للمغايرة يأبى من تفسير الإحصاء بالعد والله أعلم، وقيل معناه العمل بها والطاعة بمعنى كل اسم منها والإيمان بما لا يقتضي عملًا وقال بعضهم المراد حفظ القرآن وتلاوته قوله لأنه مستوف له وهذا ضعيف اهـ، وفي النهاية بعد أقوال وقيل من استخرجها من كتاب الله وأحاديث رسوله - صلى الله عليه وسلم - لأنه - صلى الله عليه وسلم - لم يعدها لهم إلَّا ما جاء في رواية أبي هريرة وتكلموا فيها وقيل أراد من أخطر بباله عند ذكرها معناها وتفكر في مدلولها معظمًا لمسماها ومقدسًا ومعتبرًا بمعانيها ومتدبرًا راغبًا فيها وراهبًا والله سبحانه أعلم.
كتاب تلاوة القرآن
قوله: (اعلم أَن تلاوةَ القُرآنِ أَفضَل الأَذكَار) أي قراءة القرآن أفضل من الاشتغال بسائر الأذكار لما في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال - صلى الله عليه وسلم - يقول الرب تبارك وتعالى من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين وفضل كلام الله على سائر الكلام كفضل الله تعالى على خلقه قال في الحرز فيه الإيماء إلى أن ذكره لكلامه القديم أفضل من ذكره بالذكر الحادث وأيضًا فالقرآن