وروينا في "صحيح مسلم" عن علي رضي الله عنه قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا قام إلى الصلاة يكون من آخر ما يقول بين التشهد والتسليم: "اللهُم اغْفِرْ لي ما قدَّمْتُ ومَا أخَّرْتُ، ومَا أسْرَرْتُ وَمَا أعْلَنْتُ،

ـــــــــــــــــــــــــــــ

الاستدلال باستدانته - صلى الله عليه وسلم - بأن محل الحبس لمن مات مدينًا في غير الأنبياء على أن كثيرين قالوا إن شرط حبس النفس فيه ألا يخلف المدين وفاء له وإلا يستدينه لطاعة ويصرفه فيها وإلا فلا حبس وبالجملة فالمأثم إشارة إلى حق الله والمغرم إلى حق العباد. قوله: (وَرَوَينَا في صحيح مُسلم) ورواه أبو داود والترمذي والنسائي كلهم عن علي رضي الله عنه كذا في السلاح قال الحافط وهذا طرف من حديثه الطويل المشتمل على دعاء الافتتاح وغيره قال ووجدت لحديث علي شاهدًا من حديث أبي هريرة لكنه مطلق ولفظه قال كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدعو يقول اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت فذكر مثل حديث علي سواء لكن زاد في رواية "إنك" قبل أنت المقدم وقال في رواية حديث وإسرافي بدل وما أسرفت قال

الحافظ حديث حسن أخرجه أحمد والبخاري في الأدب المفرد والترمذي قال ووقع بعض هذا الدعاء في حديث ابن عباس الطويل في القول عند صلاة الليل وفي آخره فاغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت أنت إلهي لا اله إلَّا أنت اهـ. قوله: (اللَّهم أغفر لي الخ) اختلف المحققون في سبب كثرة الاستغفار فقال بعضهم سببه فترات وغفلات عن الذكر الذي كان دأبه فكان يستغفر من تلك الغفلات وقيل كان سبب ما اطلع عليه من أحوال أمته وما يكون منها بعده فكان يستغفر لهم وقيل كان ذلك لما يشغله من النظر في أمور أمته ومصالحهم ومحاربة عدوه عن عظيم مقامه فكان يري ذلك وإن كان من أعظم الطاعات وأفضل الأعمال نزولًا عن علو درجته ورفعة مقامه فيستغفر ربه وقيل كان استغفاره وتضرعاته ودعواته وتعويذاته قيامًا بحق الوظيفة العبودية واعترافًا بحق الربوبية لتقتدي به أمته - صلى الله عليه وسلم - فتستجاب دعوتهم وتقبل توبتهم وقيل كان ذلك لمعنى لطيف أشار إليه بعض الفضلاء وهو استدعاء محبة الله قال تعالى أن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين وهذه الأجوبة جارية في استغفار سائر الأنبياء وتضرعاتهم صلوات الله وسلامه على نبينا وعليهم أجمعين كذا رأيته في منسك لبعض المالكية وهو كلام نفيس. قوله: (وما أخرت) قال في الحرز أي من الأعمال

طور بواسطة نورين ميديا © 2015