وأرْفَعِها فِي دَرَجَاتِكُمْ، وخَيْرِ
لَكُمْ مِنْ إنْفَاقِ الذهَبِ وَالوَرِقِ، وخَيرٍ لَكُمْ مِنْ أنْ تَلْقَوا عَدُوَّكُمْ فَتَضْرِبُوا أعْنَاقَهُمْ ويضربوا
أعناقكم! قالوا: بلى، قال:
ـــــــــــــــــــــــــــــ
وأرفعها إذ هو على الأول تأكيد وعلى الثاني تأسيس وهو خير من التأكيد ومليك مبالغة ملك ومنه عند مليك مقتدر وهو ظرف لما قبله وما بعده معاً أو للأخير وعند في أمثال هذا السياق لشرف المرتبة وعلو المكان كما تقدم في الفصل الرابع. قوله (وأرفَعها إلخ) أي أكثرها رفعاً لدرجاتكم. قوله: (وخيرٍ لكم) عطف على خير عطف خاص على عام لأن الأول خير الأعمال مطلقاً وهو خير من إنفاق الذهب والورق أو عطف مغاير بأن يراد بالأعمال اللسانية فيكون ضد هذا لأن بذل الأموال والنفس من الأعمال البدنية. قوله: (إِنفاقِ الذهب والوَرِق إلخ) الإنفاق مصدر أنفق وهو يستعمل في الخير كما إن نفق وضع في الشر وللذهب أسماء منها النضير والنضر والنضار والزيرج والسيراء والزخرف والعسجد والعقيان والتبر غير مضروب وبعضهم يقوله للفضة، وللفضة أيضاً أسماء اللجين والسبيك والغرب ويطلقان على الذهب أيضاً كذا في المطلع للبعلي وفي شرح العمد للقلقشندي نظم ابن مالك أسماء الذهب في قوله:
نضر نضير نضار زيرج سيرا ... زخرف عسجد عقيان الذهب
والتبر ما لم يذب وأشركوا ذهبا ... وفضة في سبيك هكذا العرب
وفي النهاية الرقة يريد الفضة والدراهم المضروب منها وأصل الفضة الورق وهي الدراهم المضروبة خاصة فحذف الواو وعوض عنها الهاء وتجمع الرقة على رقات ورقين وفي الورق ثلاث لغات الورق والورق والورق اهـ. وهذه اللغات جارية فيه وفيما ماثله من كل ثلاثي على وزن فعل بكسر العين فإن كانت عينه حرف حلق جاز فيه لغة رابعة هي إتباع فإنه عينه كفخذ. قوله: (عدوكم إلخ) أي تلقوا الكفار المحاربين فيقع بينكم حرب فيحصل منكم وفيهم القتل. قوله: