فقال: "أيَعْجِزُ أحَدُكُمْ أنْ يَكْسِبَ في كُل يَوْم ألفَ حَسَنَةٍ؟ فسأله سائل من
جلسائه: كيفَ يكسب ألف حسنة؟ قال: يُسَبِّحُ مائَةَ تَسْبِيحَة فَتُكْتَبُ لَهُ أَلْفُ حَسَنَةٍ، أوْ تُحَطَّ عَنْهُ أَلْفُ خَطِيئَة". قال الإمام الحافظ أبو عبد الله
ـــــــــــــــــــــــــــــ
في الترغيب للمنذري والسلاح وقال الحافظ رواية شعبة عن أحمد والنسائي بالواو كما قال البرقاني إن شعبة وغيره رووه عن موسى الجهني بالواو وهو عند أحمد عن عبد الله بن نمير ويعلى بن عبيد ويحيى القطان في موضعين أحدهما بلفظ ويمحى عنه ألف سيئة والثاني باللفظ الذي ذكره مسلم اهـ. قوله: (أيَعجِزُ أحدكم) بكسر الجيم وتفتح من العجز وهو الضعف والفعل كضرب وسمع على ما في القاموس قيل اقتصار ابن الجوزي في مفتاح الحصين في حديث "لا يعجزوا في الدعاء" على قوله بكسر الجيم في المستقبل وفتحها في الماضي مبني على الرواية وهي لا تنافي جواز الفتح لغة أو على كونه أفصح لوروده في قوله تعالى: {يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ} [المائدة: 31] قال القاضي عياض في المشارق وقد قيل في الماضي بكسر الجيم والفتح أعرف اهـ، وفي أوائل شرح مسلم للمصنف يقال عجز بفتح الجيم يعجز بكسرها هذه هي اللغة الفصحى المشهورة وبها جاء القرآن العزيز في قوله تعالى: {يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ} ويقال عجز يعجز بكسرها في الماضي وفتحها في المضارع حكاه الأصمعي وغيره والعجز في كلام العرب ألا يقدر على ما يريد وأنا عاجز وعجز اهـ، وأحد هنا بمعنى واحد لا بمعنى أحد التي للعموم لأن ذلك إنما يستعمل في النفي نحو لا أحد في الدار أصله وحد قلبت واوه المفتوحة همزة على غير قياس بخلاف المضمومة كوجوه وأوجه فإنه قياسي والمكسورة كوسادة وإسادة قيل سماعي وقيل قيامي. قوله: (فَيكتب لَهُ ألفُ حَسنةَ) هذا أقل مراتب