اغْفِرْ لي وَارحَمني وَاهْدِني وَارْزُقني".
وروينا في "صحيح مسلم" عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: كنا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
ـــــــــــــــــــــــــــــ
البيت كان فيه شذوذ آخر من حيث استعماله في غير النداء إذ هو فيه فاعل بالفعل قبله اهـ، كلام النهر، وفي شرح الخلاصة للمرادي شذ حذف أل منه كقوله:
لا هم إن كنت قبلت حجج
وهو في الشعر كثير ولا يستعمل إلا في النداء وشذ استعماله في غير النداء كما في الارتشاف وفي جواز وصفه خلاف منعه سيبويه والخليل وأجازه المبرد والزجاج وفي النهاية تستعمل اللهم على ثلاثة أنحاء إن يراد بها النداء المحض نحو اللهم توفنا مسلمين وإن يذكره المجيب تمكيناً للجواب في نفس السامع يقول لك القائل أزيد قائم فتقول اللهم نعم وإن يؤتى به للدلالة على الندرة وقلة وقوع المذكور نحو أنا لا أزورك اللهم إذا لم تدعني إذ وقوع الزيارة مقروناً بعدم الدعاء قليل اهـ. قوله:
(اغفرْ لي) أي جميع الذنوب فالكريم وهاب وليس هذا من باب التكفير بصالح الأعمال فيقيد بالصغائر بل من السؤال فالمسؤول تكفير كل ذنوبه صغيرة وكبيرة ويشهد للتعميم حذف المعمول. قوله: (وارْحَمني) أي بتوالي نعمك. قوله: (وَاهدني) بالدلالة والإيصال لما فيه الصلاح والنجاح في الحال والمآل. قوله: (وارْزقني) أي ارزقني ما أستعين به على القيام بالتكاليف المطلوبة مني وأستغني به عن سواك وأنفق منه في طرق رضاك وما أحسن قول إمامنا الشافعي رضي الله عنه:
يا لهف قلبي على مال أفرقه ... على المقلين من أهل المروءآت
ان اعتذاري إلى من جاء يسألني ... ما ليس عندي من أجلى المصيبات
وفي الحديث إن سؤال ما يقيم الحال ويغني عن الغير من الرزق الحلال لا ذم فيه بحال. قوله: (وروينا في صحيح مُسْلم) ورواه الترمذي والنسائي وابن حبان أيضاً وقال الترمذي حسن صحيح وروايتهم وتحط بالواو من غير ألف قبلها كما