النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- فحنَّكه وسماه عبدَ الله".

وروينا في "صحيحيهما" عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال: "أتيَ بالمنذر بن أبي أُسَيْد إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين ولد، فوضعه النبي -صلى الله عليه وسلم- على فخذه وأبو أُسيد جالس، فَلَهِيَ النبي -صلى الله عليه وسلم- بشيءٍ بين يديه، فأمر أبو أسيد بابنه فاحتُمل من على فخذ النبي -صلى الله عليه وسلم-، فأَقْلبُوه، فاستفاق النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: أيْنَ الصَّبِي؟ فقال أبو أسَيْد: أقْلَبْناه يا رسول الله،

ـــــــــــــــــــــــــــــ

أم سليم لما صبرت على موت ولدها وتعرضت له حتى أصابها فقال -صلى الله عليه وسلم-: "بارك الله لكما في ليلتكما فجاء لهما هذا الولد وكان خيراً كاملاً كما تقدم في كلام ابن النحوي في باب التحنيك وولد عشرة أولاد كلهم فقهاء علماء صالحين كما ذكره المصنف وغيره. قوله: (فحنكه وسماه عبد الله) في الحديث استحباب تحنيك المولود وفيه حمل المولود عند واحد من أهل الصلاح والفضل يحنكه بتمرة ليكون أول ما يدخل جوفه ريق الصالحين وفيه استحباب التسمية بعبد الله وفيه استحباب تفويض تسميته إلى صالح فيختار له اسماً يرتضيه قال المصنف وفيه جواز تسميته يوم ولادته اهـ. وعبد الله بن أبي طلحة ذكره ابن الأثير وغيره في الصحابة قال في أسد الغابة هو أخو أنس لأمه أمهما أم سليم وساق حديث وفاة الولد الصغير وما وقع من أم سليم ومن دعائه -صلى الله عليه وسلم- لهما بالبركة في ليلتهما إلى أن قال وولد لعبد الله بن أبي طلحة عشرة أولاد كلهم قرأ القرآن وروى أكثرهم العلم شهد عبد الله صفين مع علي وروى عنه ابناه إسحاق وعبد الله وقتل شهيداً بفارس وقيل مات بالمدينة في خلافه الوليد اهـ.

قوله: (وروينا في صحيحيهما) قال الحافظ المزي في الأطراف أخرجه البخاري ومسلم في باب الأدب من صحيحيهما. قوله: (أتى بالمنذر بن أبي أسيد) المشهور في أبي أسيد ضم الهمزة وفتح السين ولم يذكر الجماهير غيره قال القاضي وحكى عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان بفتح الهمزة قال أحمد بن حنبل وبالضم قاله عبد الرزاق ووكيع وهو الصواب واسمه مالك بن ربيعة قالوا: وسبب تسمية النبي -صلى الله عليه وسلم- هذا المولود بالمنذر أن ابن عمه المنذر بن عمرو وكان قد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015