إنه لعهد النبي -صلى الله عليه وسلم- إليّ أنه لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق".
قلت: برأ مهموز معناه: خلق، والنسمة: النَّفْس.
وروينا في "صحيحيهما" عن أبي وائل قال: خطبنا ابن مسعود رضي الله عنه فقال: "والله لقد أخذت من في رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بضعاً وسبعين سورة، ولقد علم أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
أني من أعلمهم بكتاب الله تعالى، وما أنا بخيرهم، ولو أعلم أن أحداً أعلم مني لرحلت إليه".
ـــــــــــــــــــــــــــــ
نسمة اهـ. قوله: (إنه لعهد النبي -صلى الله عليه وسلم- الخ) أي لأن من عرف قرب علي رضي الله عنه من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وحبه -صلى الله عليه وسلم- له وما كان له من نصرة الإسلام وسوابقه فيه أحبه ثم كان ذلك من دلائل صحة إيمانه وصدقه في إسلامه بظهور الإسلام والقيام بما يرضي الله سبحانه ونبيه -صلى الله عليه وسلم- ومن أبغضه فكان بضد ذلك واستدل على نفاقه وفساد سريرته والله أعلم.
قوله: (وروينا في صحيحهما) ورواه النسائي كلهم عن أبي وائل وهو شقيق بن سلمة واللفظ له ورووه عن مسروق ولفظه قال عبد الله: والله الذي لا إله غيره ما نزلت سورة من كتاب الله إلا أنا أعلم أين نزلت ولا أنزلت آية من كتاب الله إلا أنا أعلم فيمن أنزلت ولو أعلم أحداً أعلم مني بكتاب الله تبلغه الإبل لركبت إليه كذا في جامع الأصول. قوله: (ولقد علم أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
أني من أعلمهم بكتاب الله الخ) وقع في النسخة التي شرح عليها المصنف من مسلم أني لأعلمهم بحذف "من" قال المصنف في الحديث جواز ذكر الإنسان نفسه بالفضيلة والعلم ونحوه للحاجة والنهي عن تزكية النفس إنما هو لمن زكاها ومدحها لا لحاجة بل للفخر والإعجاب وقد كثر تزكية النفس من الأماثل عند الحاجة كدفع شر عنه بذلك أو تحصيل مصلحة أو ترغيب في أخذ العلم عنه أو نحو ذلك فمن المصلحة قول يوسف عليه السلام اجعلني على خزائن الأرض أني حفيظ عليم ومن دفع الشر قول عثمان وقت حصاره ومن الترغيب قول ابن مسعود هذا وقول سهل بن سعد ما بقي أحد أعلم بذلك مني وقول ابن عباس على الخبير سقطت وفي الحديث استحباب الرحلة في طلب
العلم والذهاب إلى الفضلاء حيث كانوا وفي