عن عمر بن أبي سلمة رضي الله عنهما قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "سَمِّ اللهَ وكُلْ بِيَمِينِكَ".
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قال ابن عبد البر انفرد خالد بوصله عن مالك وهو في الموطأ مرسل قال فيه مالك عن وهب بن كيسان قال: أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - بطعام فذكره مرسلًا، واتفق على ذلك جميع رواة الموطأ اهـ. ووافق خالدا على وصله أبو عوانة في مستخرجه أخرجه الدارقطني في غرائب مالك وقال تفرد بوصله خالد ويحيى قال الحافظ: هو من شيوخ البخاري لكنه أخرجه عن عبد الله بن يوسف وهو من رواة الموطأ مرسلًا فكأنه رمز إلى أن رواية من وصله صحيحة ثم أخرجه الحافظ من حديث عمر بن أبي سلمة من طرق أخرى وقال في بعضها أخرجه أبو داود وابن حبان والله أعلم. قوله: (عن عمر بن أبي سلمة) أبو سلمة كنية أبيه المسمى عبد الله رضي الله عنهما ابن عبد الأسد القرشي المخزومي وأمه أم سلمة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - أم المؤمنين، ولذا قال عمر: كنت في حجر النبي - صلى الله عليه وسلم - وكانت يدي تطيش في الصحفة، فقال: يا غلام سم الله الخ رواه مسلم (ولد عمر رضي الله عنه) بأرض الحبشة، وكان أبوه في هاجر إليها في السنة الثالثة من هجرة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وتزوج - صلى الله عليه وسلم - أمه بعد موت أبيه عنها كما تقدم فنشأ في حجره كان يوم الخندق هو وابن الزبير في اطم حسان بن ثابت، وكان عمره يوم قبض النبي - صلى الله عليه وسلم - تسع سنين شهد وقعة الجمل مع علي رضي الله عنه واستعمله على البحرين روى له فيما قيل عن رسول الله ففي اثنا عشر حديثًا. قال المصنف في التهذيب روى له البخاري منها حديثين قال في الرياض المستطابة أنهما اتفقا على اثنين وخرج عنه الأربعة، وروى عنه عطاء وثابت مات سنة ثلاث وثلاثين في خلافة عبد الملك. قوله: (سم الله) الأمر فيه للندب وهي سنة كفاية كما سيأتي، ولا خلاف في أن التسمية في بدء كل أمر محبوب سنة مؤكدة وفي الحديث حصول السنة بلفظ بسم الله لكن الأكمل إكمالها كما سيأتي بما فيه. قوله: (وكل بيمينك) هذا مزيد على ما قصد في الترجمة ذكر استطرادًا وهذا الأمر على سبيل قيد الندب المؤكد،