أوْبا، لا يُغادِرُ حَوْبا".
قلت: توبًا توبًا: سؤال للتوبة، وهو منصوب إما على تقدير: تب علينا توبًا، وإما على تقدير: نسألك توبًا، وأوبًا بمعناه من آب: إذا رجع،
ـــــــــــــــــــــــــــــ
عن المحاملي وعن غيرهما ولفظه عن ابن عباس قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أراد أن يخرج في سفر قال: اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل فذكر الحديث إلى أن قال وإذا أراد أن يرجع قال: آئبون تائبون لربنا حامدون فإذا دخل على أهله قال: توبا توبا لربنا أوبا لا يغادر حوبا قال الحافظ بعد تخريجه حديث حسن أخرجه أحمد وابن السني قلت في الحصن وأخرجه البزار وأبو يعلى الموصلي أوبا لا يغادر حوبا اهـ. قوله: (وهو منصوب) إما على تقدير تب علينا أي فيكون مفعولًا مطلقًا وإما على تقدير نسألك أي فيكون مفعولًا ثانيًا وعلى الأول فهو من المصادر التي يعمل فيها الفعل مضمرًا والتوب بفتح التاء المثناة الفوقية وسكون الواو قال الراغب ترك الذنب على أجمل الوجوه وهو أبلغ ضروب الاعتذار وهو على ثلاثة أضرب إما أن يقول المعتذر لم أفعل أو يقول فعلت كذا لأجل كذا وفعلت وأسأت وقد أقلعت لا رابع لذلك وهذا الأخير هو التوبة وهي ترك اختيار ذنب سبق عنك مثله إجلالًا الله تعالى قال ابن الجزري والتوب التربة وقال الأخفش هو جمع توبة كعومة وعوم وهو الرجوع عن الذنب والمراد هنا الرجوع من السفر ثانيًا وكذا قوله أوبًا أي راجعًا من سفري وهو صفة مصدر محذوف أي أتوب توبًا وأؤوب أوبأ وهو بمعنى الدعاء وكأنه يقول اللهم أتوب آئبًا اهـ. وهو منه غريب مع جلالته في العلوم النقلية فقد غفل في هذا المقام عن قواعد العربية حتى تعقبه الحنفي بقوله فيه بحث لأن كلًّا من توبًا وأوبًا مفعول مطلق بفعل محذوف لا صفة مصدر محذوف كما يدل عليه قوله أي أتوب توبًا وأؤوب أوبًا
فالحق أن يقول وهو مفعول مطلق لفعل محذوف وأيضًا قوله كأنه يقول أتوب آئبًا ليس على ما ينبغي والأولى أن يقال اللهم تب علينا توبًا اهـ. وفي الحرز يمكن أن يقال مراده أن التقدير أرجع رجوعًا مقرونًا بالتوبة كما يدل عليه قوله والمراد هنا الرجوع من السفر تائبًا ثم الظاهر أن مراده بكونه من الدعاء أن المخاطب به ربه لا أهله ولذلك قال: اللهم أؤوب أوبًا والله أعلم. قوله: (وأوبًا) أي بفتح الهمزة