من نصرهم وإظهار دينه، وأن يدعوَ بدعاء الكرب المتقدم: لا إله إلا اللهُ العَظِيمُ الحَلِيمُ، لا إلهَ إلَّا الله رَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ، لا إلهَ إلا الله ربُّ السَّمواتِ وَرَبُّ الأرْضِ ربُّ العَرْشِ الكَرِيمِ.
ويستحبُّ أن يدعوَ بغيره من الدعوات المذكورة المتقذمة والتي ستأتي في مواطن الخوف والهلكة.
وقد قدمنا في باب الرجز الذي قبل هذا "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما رأى هزيمة المسلمين، نزل واستنصر ودعا" وكان عاقبة ذلك النصر {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [الأحزاب: 21].
وروينا في "صحيح البخاري" عن أنس رضي الله عنه قال:
ـــــــــــــــــــــــــــــ
في قبته ببدر اللهم إني أنشدك عهدك ووعدك اللهم إن شئت لن تعبد بعد اليوم فأخذ أبو بكر بيده فقال: حسبك يا رسول الله فقد ألححت على ربك فقام وهو يُنسب في الدرع ويقول ({سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ} حديث صحيح أخرجه البخاري من طرق ووافقه في بعضها النسائي والطبراني وفي بعضها يوم بدر من غير ذكر القبة وفي بعضها في قبة من غير ضمير وفي بعضها في قبة له ولم يذكر يوم بدر والحديث عند مسلم أيضًا كما تقدم. قوله: (من نصرهم) أي بقوله {ولينصرن الله من ينصره} ومن ثم قال - صلى الله عليه وسلم - لا إله إلا الله وحده صدق وعده الخ. قوله: (وإظهار دينه) إضافة الدين إليه تعالى للتشريف قال الله تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا} أي والله لا يخلف الميعاد فظهور خلاف ما ذكر إنما هو لعدم ظهوره لأولئك الأقوام ولكل شيء أجل ولكل أجل كتاب. قوله: (الذي قبل هذا) أي ببابين وفي نسخة قبل الذي قبل هذا فباب الرجز قبل باب استحباب إظهار الصبر الخ وهو قبل باب ما يقول إذا ظهر المسلمون
الذي هو قبل هذا الباب ومقتضى هذا أن يقال في الباب الذي قبل هذا وأوضح منه أن يقال فيه في الباب السابق على هذا الباب ببابين والله أعلم.
قوله: (وروينا في صحيح البخاري) قال الحافظ وهو عند مسلم من غير طريق البخاري عن