وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (46)} {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بَطَرًا وَرِئَاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَاللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (47)} [الأنفال: 45 - 47] قال بعض العلماء: هذه الآية الكريمة أجمع شيء جاء في آداب القتال.

وروينا في "صحيحي البخاري ومسلم" عن ابن عباس قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو في قُبَّته: "اللهُمَّ إني أَنْشُدُكَ عَهْدَكَ وَوَعْدَكَ، اللهم إنْ شِئْتَ لَمْ تُعْبَدَ بَعْدَ اليَوْم" فأخذ

ـــــــــــــــــــــــــــــ

أي قوتكم ونصركم يقال الريح لفلان إذا كان غالبًا في الأمر قال قتادة وابن زيد لم يكن نصر قط إلا بريح تهب وتضرب وجوه الكفار، قوله: (واصبروا) أي فإن الصبر محمود في كل المواطن خصوصًا مواطن الحرب كما قال تعالى في أول الآية: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا} و. قوله: {بَطَرًا وَرِئَاءَ النَّاسِ} انتصبا على المفعول من أجله وقيل بل هما على الحال أي بطرين مرائين صادين وهذه الآية ولا تكونوا الخ نزلت في أبي جهل وأصحابه لما خرجوا لنصرة العير وكان ما كان من غزوة بدر والبطر في اللغة التقوى بنعم الله تعالى وما أشبه ذلك من العافية على المعاصي. قوله: (ويصدون) أي يمنعون النّاس بإضلالهم. قوله: (قال بعض العلماء الخ) قال المصنف في شرح مسلم قد جمع الله آداب القتال في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} الآية اهـ.

قوله: (وروينا في صحيحي البخاري ومسلم الخ) وأخرج النسائي والطبراني من غير ذكر القبة في بعض الطرق وفي بعضها في قبة بغير ضمير وفي رواية في قبة له ولم يذكر فبهما يوم بدر قال الحافظ وقد أشار الشيخ يعني المصنف إلى بعض هذا الاختلاف. قوله: (أنشُدك) هو بضم الشين

المعجمة أي اسألك الوفاء بما عهدت ووعدت من الغلبة على الكفار والنصر لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإظهار الدين المحمدي قال تعالى: {وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ} الآية وهذا هو العهد وقال تعالى: {وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ} فهذا هو الوعد. قوله: (إن شئت لم تعبد بعد هذا اليوم) أي إن شئت لا تعبد بعد هذا اليوم أي بأن يسلطوا على

طور بواسطة نورين ميديا © 2015