عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: إن الدعاء موقوف بين السماء والأرض لا يصعد منه شيء حتى تصليَ على نبيك - صلى الله عليه وسلم -.
قلت: أجمع العلماء على استحباب ابتداء الدعاء بالحمد لله تعالى والثناء عليه، ثم الصلاة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكذلك تختم الدعاء بهما، والآثار في هذا الباب كثيرة معروفة.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
أول كل دعاء وآخره ووسطه عن جابر رضي الله عنه قال: قال لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا تجعلوني كقدح الراكب أن الراكب إذا علق معاليقه أخذ قدحه فملأه الماء فإن كان له حاجة في الوضوء توضأ وإن كان له حاجة في الشرب شرب وإلّا أهراق ما فيه اجعلوني في أول الدعاء وفي أوسط الدعاء وفي آخر الدعاء رواه البزار في مسنده والبيهقي في شعبه وأبو نعيم في حليته ومن طريقه عبد الرزاق في جامعه كلهم من طريق موسى بن عبيدة الزيدي وهو ضعيف ورواه ابن عيينة في جامعه من طريق يعقوب بن يزيد بن طلحة يبلغ به النبي - صلى الله عليه وسلم - بلفظ: لا تجعلوني كقدح الراكب اجعلوني في أول دعائكم وأوسطه وآخره وهو مرسل أو معضل قال شيخنا يعني السخاوي: فإن كان يعقوب أخذه من غير موسى تقوت به رواية موسى والعلم عند الله تعالى انتهى كلام القسطلاني وبهذا الكلام يعلم أن المصنف رحمه الله تعالى سكت هنا عن بيان المرتبة الثالثة من استحباب ذلك في الأوسط والآخر والله أعلم. قوله: (والآثارُ في البَاب كثيرة معْرُوفة). قال الحافظ: كأنه أراد ما جاء عن السلف في ذلك أما الأحاديث المرفوعة فقليلَة جدًّا لا أعرف فيها إلّا واحدًا صحيحًا حديث فضالة بن عبيد المذكور آنفًا، أما حديث الحاكم عن عبد الله بن أبي أوفى قال قال - صلى الله عليه وسلم - من كانت له حاجة إلى الله عزّ وجّل فليتوضأ فيحسن وضوءه ثم يصلي ركعتين ثم ليحمد الله وليحسن الثناء عليه وليصل على النبي - صلى الله عليه وسلم - الحديث فضعيف هذا وفيه فايد أبو الوفاء متفق على ضعفه نعم يدخل في هذا الباب حديث جابر قال قال لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا تجعلوني كقدح الراكب فإن الراكب إذا علق معاليقه أخذ قدحه فملأه من الماء فإذا كانت له حاجة في الوضوء توضأ وإذا كانت له حاجة في الشرب شرب وإلا اهراق ما فيه واجعلوني