فصل: اعلم أن قراءة القرآن آكد الأذكار كما قدمنا، فينبغي المداومة عليها، فلا يخلي عنها يومًا وليلة، ويحصل له أصل القراءة بقراءة الآيات القليلة.
وقد روينا في كتاب ابن السني، عن أنس رضي الله عنه، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "مَنْ قرأ في يَوْمٍ ولَيْلَةٍ خَمْسينَ آيَةً لَمْ يكْتَبْ مِنَ الغافِلينَ، ومَنْ قرأ مائَةَ آيَةٍ كُتِبَ مِنَ القَانِتِينَ، ومَنْ قَرأ مائَتي آيَةٍ لَمْ يُحاجَّه القُرآنُ يَوْمَ القِيامَةِ، ومَنْ قَرأ خَمْسَمائَةٍ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
فصل
قوله: (وقد روينا في كتابِ ابن السني الخ) قال الحافظ بعد تخريجه سنده ضعيف روي لنا بعضه من وجه آخر بسند صحيح ثم أخرجه من حديث تميم الداري أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال من قرأ بمائتي آية في ليلة كتب له قنوت ليلة هذا حديث حسن صحيح أخرجه عبيد بن أحمد في مسند أبيه وأخرجه النسائي في اليوم والليلة قال وأخرجه سعيد بن منصور في مسند نصر في كتاب قيام الليل عن فضالة بن عبيد وتميم الداري قالا قال رسول الله - رضي الله عنه - فذكر الحديث مطولًا وزاد في أوله من قرأ بعشر آيات وسيأتي ذكرها بعد وقال بثمانين بدل مائتين وقال بدل خمسمائة ألف آية وإسماعيل بن عياش فيه مقال إلّا أن روايته عن الشاميين مقبولة وهذا منها وقد تابعه عليه محمد بن حمزة أحد رجال الصحيح إلَّا أنه وقفه عليهما ومثله لا يقال رأيا فهو في حكم المرفوع قالا من قرأ في ليلة بعشر آيات كتب من المصلين وقالا من قرأ في ليلة بخمسين آية كتب من المجاهدين وله شاهد مرسل بسند صحيح أخرجه
الدارمي وشواهد أخر يأتي بعضها اهـ، ومن قرأ في ليلة بمائة آية كتب من القانتين ومن قرأ في ليلة بألف آية كتب له قنطار من الأجر القنطار خير من الدنيا وما فيهما. قوله: (ومَنْ قَرأَ مِائَتيْ آيةٍ الخ) أي لم يحاجه من جهة التقصير منه فيه بل من جهة عدم العمل به أن لم