فصل: اعلم أن آداب القارئ والقراءة لا يمكن استقصاؤها في أقل من مجلدات، ولكنا أردنا الإشارة إلى بعض مقاصدها المهمات بما ذكرناه من هذه الفصول المختصرات، وقد تقدم في الفصول السابقة في أول الكتاب شيء من آداب الذاكر والقارئ، وتقدم أيضًا في أذكار الصلاة جمل من الآداب المتعلقة بالقراءة، وقد قدمنا الحوالة على كتاب "التبيان في آداب حملة القرآن" لمن أراد مزيدًا، وبالله التوفيق، وهو حسبي ونعم الوكيل.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
رواية في الصحيح كنت أنسيتها وأما
ما رواه ابن أبي داود عن أبي عبد الرحمن السلمي التابعي الجليل أنه لا يقال أسقطت آية كذا بل أغفلت فخلاف ما ثبت في الحديث الصحيح فالاعتماد على الحديث وهو جواز أسقطت وعدم الكراهة فيه أولى اهـ، وقال في شرح مسلم وفي الحديث دليل على جواز النسيان عليه - صلى الله عليه وسلم - فيما قد بلغه إلى الأمة قال القاضي عياض جمهور المحققين على جواز النسيان عليه - صلى الله عليه وسلم - ابتداء فيما ليس طريقه البلاغ واختلفوا فيما طريقه البلاغ والتعليم ولكن من جوزه قال لا يقر عليه لا بد أن يتذكره أو يذكره واختلفوا هل من شرط ذلك الفور أم يصح على التراخي قبل وفاته - صلى الله عليه وسلم - وأما نسيان ما بلغه - صلى الله عليه وسلم - كما في هذا الحديث فيجوز قال وقد سبق بيان سهوه في الصلاة وقال بعض الصوفية ومتابعوهم لا يجوز السهو عليه أصلًا في شيء وإنما يقع منه صورته ليسن وهذا مناقض مردود لم يقل به أحد ممن يقتدى به إلَّا الأستاذ أبو المظفر الإسفرايني من شيوخنا فإنه مال إليه ورجحه وهو ضعيف متناقض اهـ.
قوله: (وَقَد قدَّمنا الحَوالة الخ) أي ففيه ما يملأ عين الطالب ويظفر منه بنيل سائر المطالب وكذا كتاب التذكار في أفضل الأذكار للإمام المفسر المحدث القرطبي المالكي ففيه فوائد كثيرة وآداب القارئ والقراءة وبين الكتابين كالعموم والخصوص الوجهي.