ألا ترى إن لقائل أن يقول: كل هواه لا يمسك السهم، إلا إنه إذا لم يمسكه فليس يعود إلى الرامي. اللهم إلا أن يكون الهواء فوقه. وإنما هذا معنى قول الأول:

ومن حول الطوى رماني

كان من رمى وهو في بئر عادت إليه رميته. وبعد فقد جودا فيما قالا كلاهما في المعنى وقاربا في اللفظ.

وقوله:

حييٌ من الهي أن يراني ... وقد فارقت دارك واصطفاكا

زعم أبو الفتح إنه قال: واصطفاكا وأراد اصطفاءك فقصر، وأورد نحو عشرين بيتاً استشهاداً على أن قصر الممدود جائز. وما قال الرجل إلا اصطفاكا بفتح الطاء. وقد نبهت على ذلك في كتابي (التجني)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015