وإن جرت الألفاظ منا بمدحةٍ ... لغيرك إنساناً فأنت الذي نعني

وحامده يعني به نفسه لأنه شاعر عضد الدولة. وأنت تجد هذا المعنى في كثير من شعر فمنه.

قوله:

وعلموا الناس منك المجد واقتدروا ... على دقيق المعاني من معانيكا

وقوله:

وظنوني مدحتهم قديماً ... وأنت بما مدحتهم مرادي

وقوله:

وما أنا غير سهم في هواء ... يعود ولم يجد فيه امتساكا

هذا البيت مدخول. لأن قوله: في هواء ليس يوجب فوقاً ولا يميناً ولا شمالاً. إذ في كل الجهات غير تحت هواء. وكل سهم رمي به فان ممره في هواء، سواء عاليت به في السماء، أو خفضت إلى رميه على الأرض إلا إنه لم يجد لفظة يقيمها في هذا المقام فتؤدي المعنى غير الشكاك وقد تقدمت. وهو لا يرى تكرير الألفاظ في قصيدة. وقد غلط بها أيضاً شاعر محدث فسلك مسلكه وازداد غلطاً فقال في غزل:

أراميهنَّ باللحظات خلساً ... فترجع نحو مقتلتي سهامي

وذاك لأنهن لفرط لطفٍ ... هواهْ ليس يمسك سهم رامي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015