(المستنيرة) أي: ذات النور المكني به عما تضمنته واشتملت عليه من هداية الضالين، وإيقاظ الغافلين.
ثم استنارتُها وإن ظهرت لكل أحدٍ إلا أنها لا تتم ولا تتضح كمالَ الاتضاح إلا (للمسترشدين) أي: طلاب الرشاد، وهو ضد الغي.
(المخصوصُ) (?) من بيز، سائر الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام (بجوامع الكلم) كما قال صلى اللَّه عليه وسلم في خبر: "أُعطيت خمسًا لم يعطهُنَّ أحدٌ من الأنبياء قبلي" (?) وذكر منها: "وأوتيت جوامع الكلم، واختصر لي الكلام اختصارًا" (?) أي: أوتيت الكلم الجوامع؛ لقلة لفظها، وكثرة معانيها، وفي خبر "الصحيحين": "بعثت بجوامع الكلم" (?)، وفي خبر أحمد: "أوتيت فواتح الكلم وخواتمه وجوامعه" (?).
ولا يختص بالقرآن، خلافًا لمن زعمه، فقد جمعَ الأئمةُ -كابن السني، والقضاعي، وابن الصلاح، وآخرين- من كلامه المفرد الموجزِ البديعِ الذي لم يُسبَقْ إليه دواوينَ (?)، وفي "الشفا" منه ما يشفي العليل (?).