وأخرج الخلَّال: "إن للَّه ملائكةً يسيحون بين السماء والأرض يلتمسون الذكر، فإذا سمعوا قومًا يذكرون اللَّه عز وجل. . قالوا: رويدًا، زادكم اللَّه (?)، فينشرون أجنحتهم حولهم حتى يصعد كلامهم إلى العرش" (?).
(وذكرهم اللَّه) أي: أثنى عليهم أو أثبتهم؛ كـ (اذكرني في كتابك)، والأول هو المتبادر؛ قال تعالى: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ}.
(فيمن عنده) من الأنبياء وكرام الملائكة؛ لقوله تعالى في الحديث القدسي: "من ذكرني في نفسه. . ذكرته في نفسي، ومن ذكرني في ملأ. . ذكرته في ملأ خيرٍ منهم" (?) فالعِندِيَّة هنا عنديةُ شرفٍ ومكانةٍ، لا عندية مكان؛ لاستحالتها عليه تعالى عما يقول الظالمون والجاحدون علوًا كبيرًا.
ونظيرُ هذا الخبرِ في إفادة أن للذاكرين هذه الأربعة خبرُ مسلمٍ أيضًا: "إن لأهل ذكر اللَّه تعالى أربعًا: تنزل عليهم السكينة، وتغشاهم الرحمة، وتحفُّ بهم الملائكة، ويذكرهم الرب فيمن عنده" (?).
(ومن بطَّأ) من البطء نقيض السرعة؛ أي: من قصَّر (به عمله) حتى أخَّره عن رتب الكمال؛ لفقد بعض شروط الصحة أو الكمال منه (لم يسرع به نسبه) أي: لم يلحقه برتب أصحاب الأعمال الكاملة؛ لأن المسارعة إلى السعادة إنما هي بالأعمال لا بالأجساد، وما أحسن قول القائل (?): [من الطويل]
وما الفخر بالعظم الرميمِ وإنَّما ... فخار الذي يبغي الفخار بنفسه
وقال ابن مسعود رضي اللَّه تعالى عنه: (يأمر اللَّه تعالى بالصراط فيضرب على