الصدقة لا تنحصر في المال: (تعدل) أي: أن تعدل؛ أي: تصلح؛ لأنه في محل مبتدأ مخبَرٍ عنه بـ (صدقة) أو أوقع فيه الفعل موقع المصدر؛ أي: مع قطع النظر عن (أن) ونظيره: تسمع بالمُعَيْدي خيرٌ من أن تراه (?)؛ أي: أن تسمع، أو سماعك.
(بين الاثنين) المتهاجرينِ أو المتخاصمينِ أو المتحاكمينِ، بأن تحملهما لكونك حاكمًا أو مُحَكَّمًا أو مُصلِحًا بالعدل والإنصاف والإحسان بالقول أو الفعل على الصلح الجائز، وفسَّره صلى اللَّه عليه وسلم بأنه الذي لا يحل حرامًا، ولا يحرم حلالًا (?).
(صدقة) عليهما؛ لوقايتهما مما يترتمب على الخصام من قبيح الأقوال والأفعال، ومن ثم عظم فضل الصلح، كما أشار سبحانه وتعالى إلى ذلك بقوله عزَّ قائلًا: {أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ}، {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ}، {كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ} أي: بالعدل {شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا} وجاز الكذب فيه مبالغة في وقوع الألفة بين الناس.
(وتعين) فيه وما بعده ما في "تعدل" (الرجل في دابته فتحمله عليها أو ترفع له عليها متاعه صدقة) عليه (والكلمة الطيبة صدقة) وهي كل ذكر، ودعاء للنفس والغير، وسلام عليه، ورده، وثناء عليه بحق، ونحو ذلك مما فيه سرور السامع، واجتماع القلوب وتألفها، وكذا سائر ما فيه معاملة الناس بمكارم الأخلاق ومحاسن الأفعال، ومنه قوله صلى اللَّه عليه وسلم: "ولو أن تلقى أخاك بوجهٍ طَلْقٍ" (?).
(وبكل خطوة) (?) هي بفتح الخاء: المرة الواحدة، وبضمها: ما بين القدمين (تمشيها إلى الصلاة صدقة) فيه مزيد الحث والتأكيد على حضور الجماعات والمشي إليها، وعمارة المساجد بها؛ إذ لو صلى في بيته. . فاته ذلك.