(والقرآن) مر الكلام على اشتقاقه في الخطبة (?)؛ وهو هنا: اللفظ المنزل على محمدٍ صلى اللَّه عليه وسلم للإعجاز بأقصر سورةٍ منه.

(حجةٌ لك) في تلك المواقف التي تُسأَل فيها عنه، كالقبر، وعند الميزان، وفي عقبات الصراط، إن امتثلت جميع أوامره، واهتديت بأنواره، وتحلَّيتَ بما فيه من معالي الأخلاق، وشرائف الأحوال.

(أو) حجةٌ (عليك) في تلك المواقف، إن خضت غمرة شيءٍ من نواهيه، أو أعرضت عن القيام بما لَهُ من واجب الحقوق، كما أشار صلى اللَّه عليه وسلم إلى ذلك في حديث: "القرآن شافعٌ مُشفَّعٌ، وماحِلٌ مصدَّق (?)، من قدَّمه أمامه. . قادَهُ إلى الجنة، ومن جعله وراءه. . دفع في قفاه إلى النار" (?).

وقيل: لك أو عليك في المباحث الشرعية، والوقائع الحكمية؛ لأنه المرجع عند التنازع وهذا مقتبسٌ من قوله تعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا} ومن ثم قال بعض السلف: ما جالس أحدٌ القرآنَ فقام عنه سالمًا، بل إما أن يربح، وإما أن يخسر، ثم تلا هذه الآية.

وروى عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده أنه صلى اللَّه عليه وسلم قال: "يمثل القرآن يوم القيامة رجلًا، فيؤتى بالرجل قد حمله فخالف أمره، فيمثل له خصمًا، فيقول: يا رب؛ قد حمَّلته إياي، فبئس حاملٌ تعدَّى حدودي، وضيَّع فرائضي، وركب معصيتي، وترك طاعتي، فما يزال يقذف عليه بالحُجَج حتى يقال له: شأنك به، فيأخذه بيده، فما يرسله حتى يكبه على منخره في النار، قال: ويؤتى بالرجل الصالح كان قد حمله، فيمثل له خصمًا دونه، فيقول: يا رب؛ حمَّلته إياي، فخير حاملٍ، حفظ حدودي، وعمل فرائضي، واجتنب معصيتي، واتبع طاعتي، فما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015