وفي الحديث: "من لا يسأل اللَّه يغضب عليه" (?)، "ليسأل أحدكم ربه حاجته كلها حتى شِسْعَ نعله إذا انقطع" (?).
وخرج المحاملي وغيره: "قال اللَّه تعالى: من ذا الذي دعاني فلم أجبه، وسألني فلم أعطه، واستغفرني فلم أغفر له وأنا أرحم الراحمين؟! " (?).
ومع محبته لإلحاح السائلين كما جاء في الحديث (?)، والمخلوق يغضب وينفر عند أدنى تكرار السؤال عليه، وقد قال تعالى لموسى صلى اللَّه على نبينا وعليه وسلم: (يا موسى؛ سلني في فى عائك -وجاء: في صلاتك- حتى ملحَ عجينك) (?).
أللَّه يغضبُ إنْ تركتَ سؤالَهُ ... وبنيُّ آدم حين يسأل يغضبُ (?)
فشتان ما بين هذين، وسُحقًا وطردًا لمن عَلِق بالأثر وأعرض عن العين.
(وإذا استعنت) أي: طلبت الإعانة على أمرٍ من أمور الدنيا والآخرة (فاستعن باللَّه) لما علمت أنه القادر على كل شيء، وغيره عاجزٌ عن كل شيء، حتى عن جلب مصالح نفسه، ودفع مضارِّها، والاستعانةُ إنما تكون بقادرٍ على الإعانة، وأما من هو كَلٌّ على مولاه، لا قدرة له على إنفاذ ما يهواه لنفسه فضلًا عن غيره. . فكيف يُؤهَّل للاستعانة به، أو يستمسك بسببه؟! قال سبحانه وتعالى: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} قدَّم المعمول؛ ليفيد الحصر والاختصاص، فمن أعانه تعالى. . فهو المعان، ومن خذله. . فهو المخذول، ومن ثَمَّ كانت (لا حول ولا قوة إلا باللَّه) كنزًا