فنزل لبنٌ، فحلبه في إناءٍ، فشرب منه، وسقى أبا بكر، ثم قال للضرع: "اقلص" فقلص (?).
ثم هاجر إلى الحبشة، ثم إلى المدينة، وشهد بدرًا، وبيعة الرضوان، والمشاهد كلَّها، وصلى إلى القبلتين، وكان صلى اللَّه عليه وسلم يكرمه ويدنيه ولا يحجبه؛ فلذلك كان كثير الوُلوج عليه صلى اللَّه عليه وسلم، ويمشي أمامه ومعه، ويستره إذا اغتسل، ويوقظه إذا نام، ويُلبسه نعليه إذا قام، فإذا جلس. . أدخلهما في ذراعيه، وكان مشهورًا بين الصحابة رضي اللَّه عنهم بأنه صاحب سرِّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، وسواكه، ونعليهِ، وطَهورهِ في السفر.
وبشَّره صلى اللَّه عليه وسلم بالجنة، وقال: "رضيت لأمتي ما رضي لها ابن أم عبد، وسخطت لها ما سخط لها ابن أم عبد" (?).
وكان شبيهًا برسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم في سَمته وهديه ودأبه، وكان خفيف اللحم، شديد الأُدمة، نحيفًا، قصيرًا جدًّا نحو ذراع، ولمَّا ضحك الصحابة رضي اللَّه عنهم من دقَّة رِجليه. . قال صلى اللَّه عليه وسلم: "لَرِجْلُ عبد اللَّه في الميزان أثقل من أُحُد" (?).
وَلِيَ قضاء الكوفة ومالها في خلافة عمر رضي اللَّه عنه وصدرًا من خلافة عثمان