ففيه ندب تنظيف الثياب، وتحسين الهيئة بإزالة ما يؤخذ للفطرة، وتطييب الرائحة عند الدخول للمسجد، وعلى نحو العلماء، وندب ذلك للعلماء والمتعلِّمين؛ لأنه معلِّمٌ؛ بدليل: "يعلمكم دينكم"، ومتعلِّمٌ بمقاله وحاله، ومن ثَمَّ استحبَّ عمر رضي اللَّه عنه البياض للقارئ، واستحبه بعض أئمتنا لدخول المسجد.
أقول: ينبغي ندبه لكل اجتماعٍ ما عدا العيد إذا كان عنده أرفع منه؛ لأنه يوم زينةٍ وإظهارٍ للنعمة.
(ولا يعرفه منا أحدٌ) (?) لا ينافي أنه كان يأتي النبي صلى اللَّه عليه وسلم في صورة دحية الكلبي رضي اللَّه تعالى عنه؛ لأن ذلك كان غالبًا لا دائمًا، وأيضًا زاد في العماية عليهم؛ إذ هيئته هيئة حضريٍّ ساكنٍ معهم بالمدينة، وهم عارفون بمن فيها، وسؤاله سؤال أعرابيٍّ جاهلٍ بالدين لا إلمامَ له بالمدينة، وإلَّا. . لما جهل ذلك، وهذا صريحٌ في أنهم رأوه (?)، وأما ما وقع عند أحمد عن غير عمر: (ونسمع رجْعَ النبي صلى اللَّه عليه وسلم ولا نرى الذي يكلِّمه ولا نسمع كلامه) (?). . فيرده حديث عمر هذا الأصح منه.
(حتى جلس إلى) قد يشكل التعبير بها هنا؛ لأنها لانتهاء الغاية، وهو إنما يكون في ممتدٍّ كالسفر، دون الجلوس؛ إذ لا امتداد فيه، فلتكن بمعنى (عند) أو (مع).
(النبي صلى اللَّه عليه وسلم، فأسند ركبتيه إلى ركبتيه) صريحٌ في أنه جلس بين