تمييز المقصود بالعمل، وهل هو اللَّه تعالى وحده، أو غيره، أو مع غيره؟ فهي حينئذٍ بمعنى الإرادة، وبها عبر عنها في القرآن كثيرًا، نحو: {تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ}، {تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا}، والفرق بينهما إنما يأتي على المعنى السابق عند الفقهاء.
ثم هذا الحديث قد تواتر النقل عن الأئمة بتعظيم موقعه، وكثرة فوائده، وأنه أصل عظيم من أصول الدين، ومن ثَمَّ خطب به صلى اللَّه عليه وسلم كما في رواية البخاري فقال: "يا أيها الناس؛ إنما الأعمال بالنيات" (?)، وخطب به عمر رضي اللَّه تعالى عنه على منبر رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم كما أخرجه أيضًا (?).
ولذلك قال أبو عبيد: (ليس في الأحاديث أجمع وأغنى وأكثر فائدةً منه، ومن ثَمَّ قال أبو داوود: إنه نصف العلم) (?).
ووجهه: أنه أجلُّ أعمال القلب والطاعة المتعلقة بها (?)، وعليه مدارها، فهو قاعدة الدين، ومن ثَمَّ كان أصلًا في الإخلاص أيضًا، وأعمالُ القلب تقابل أعمال الجوارح، بل تلك أجلُّ وأفضل، بل هي الأصل، فكان نصفًا، بل أعظم النصفين كما تقرر.
وقال كثيرون منهم الشافعي: (إنه ثلث العلم) (?).