-[ومن معجزاته صلى الله عليه وسلم شفاء المرضى ببركته وشكوى الجمل إليه]-
(باب ومن معجزاته شفاء المرضى ببركته وشكوى الجمل إليه وانتقال الشجر من مكانه للسلام عليه وانقياده لأمره) صلى الله عليه وسلم (عن يعلى بن مرة) قال لقد رأيت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثا ما رآها أحد قبلي ولا يراها أحد بعدي (لقد خرجت معه في سفر) حتى إذا كنا ببعض الطريق مررنا بامرأة جالسة معها صبي لها فقالت يا رسول أن هذا صبي أصابه بلاء وأصابنا منه بلاء، يؤخذ في اليوم ما أدرى كم مرة، قال ناولينيه، فرفعته إليه فجعلته بينه وبين واسطة الرحل ثم فغرفاه فنفث فيه ثلاثا وقال بسم الله أنا عبد الله أخسأ عدو الله ثم ناولها إياه، فقال ألقينا في الرجعة في هذا المكان فأخبرنا ما فعل: قال فذهبنا ورجعنا فوجدناها في ذلك المكان معها شياه ثلاث، فقال ما فعل صبيك؟ فقالت والذي بعثك بالحق ما حسسنا منه شيئًا حتى الساعة فاجتز هذه الغنم قال انزل فخذ منها واحدة ورد البقية (وفي رواية فأهدت إليه كبشين وشيئًا من أقط وشيئًا من سمن، قال فقال رسول صلى الله عليه وسلم خذ الاقط والسمن وأحد الكبشين ورد عليها الآخر (قال وخرجت ذات يوم) إلى الجبانة حتى إذا برزنا قال انظر ويحك هل ترى من شيء يواريني قلت ما أرى شيئا يواريك إلا شجرة ما أراها تواريك، قال فما بقربها؟ قلت شجرة مثلها أو قربت منها، قال فاذهب إليهما فقل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمركما أن تجتمعا بإذن الله قال فاجتمعتا فبرز لحاجته ثم رجع، فقال اذهب إليهما فقل لهما إن رسول الله يأمركما أن ترجع كل واحدة منكما إلى مكانها فرجعت (قال وكنت عنده جالسا ذات يوم) إذ جاءه جمل يخبب حتة صوّب بحرانه بين يديه ثم ذرفت عيناه فقال ويحك انظر لمن هذا الجمل أن له لشأنا، قال فخرجت ألتمس صاحبه فوجدته لرجل من الأنصار فدعوته إليه فقال ما شأن جملك هذا؟ فقال وما شأنه؟ قال لا أدرى والله ما شأنه عملنا عليه ونضحنا عليه حتى عجز عن السقاية فائتمرنا البارحة أن ننحره ونقسم لحمه، قال فلا تفعل هبه لي أو بعنيه، فقال بل هو لك يا رسول الله