رواه البزار الطبراني في الأوسط ورجال الطبراني ثقات (وعن ابن خارجة) قال لما بلغ النبي صلي الله عليه وسلم وفاة النجاشي قال "إن أخاكم قد توفي فخرجنا فصففنا خلفه فصلينا وما نري شيئاً، رواه الطبراني في الكبير وفيه حمران بن أعين وثقه أبو حاتم وضعفه ابن معين، وبقية رجالة ثقات، هذه الأحاديث أوردها الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد مع تخريجها وبيان درجاتها (الأحكام) أحاديث الباب مع ما ذكرنا قي الشرح تدل علي مشروعية الصلاة علي الميت الغائي (قال الحافظ) وبذلك (قال الشافعي وأحمد) وجمهور السلف حتي قال ابن حزم لم يأت عن أحد من الصحابة منعه (قال وعن الحنفية والمالكية) لا يشرع ذلك؛ وعن بعض أهل العلم إنما يجوز في ذلك اليوم الذي يموت فيه الميت أو ما قرب منه لا ما إذا طالت المدة، حكاه ابن عبد البر (وقال ابن حبان) إنما يجوز ذلك لمن كان في جهة القبلة. فلو كان بلد الميت مستدير القبلة مثلاً لم يجز (قال المحب الطبري) لم أر ذلك لغيره، وحجته حجة الذي قبله الجمود علي قصة النجاشي، وستأتي حكاية مشاركة الخطابي لهم في الجمود، وقد اعتذر من لم يقل بالصلاة علي الغائب، عن قصة النجاشي بأمور (منها) أنه كان بأرض لم يصل عليه بها أحد فتعينت الصلاة عليه لذلك، ومن ثم قال الخطابي لا يصلي علي الغائب إلا إذا وقع موته بأرض ليس بها من يصلي عليه، واستحسنه الروياني من الشافعية، وبه ترجم أبو داود في السنن "الصلاة علي المسلم يليه أهل الشرك ببلد آخر" وهذا محتمل إلا أنني أقف في شيء من الأخبار علي أنه لم يصل عليه في بلدة أحد، ومن ذلك قول لبعضهم كشف له صلي الله عليه وسلم، عنه حتى رآه، فتكون صلاته عليه كصلاة الأمام علي ميت رآه ولم يره المأمون، ولا خلاف في جوازها (قال ابن دقيق العيد) هذا يحتاج إلي نقل ولا يثبت بالاحتمال، وتعقبه بعض الحنفية بأن الاحتمال كاف في مثل هذا من جهة المانع، وكأن مستند قائل ذلك ما ذكره الواقدي في أسبابه "يعني كتاب أسباب النزول" بغير إسناد "عن اين عباس" قال كشف للنبي صلي الله عليه وسلم عن سرير النجاشي حتى رآه وصلي عليه (ولا بن حبان) من حديث عمران بن حصين فقام وصفوا خلفه وهم لا يظنون إلا أن جنازته بين يديه، أخرجه من طريق الأوزاعي عن يحي بن أبي كثير عن أبي قلابة عن أبي المهلب عنه (ولأبي عوانة) من طريق أبان وغيره عن يحي فصلينا خلفه ونحن لا نري إلا أن الجنازة قدامنا (ومن الاعتذارات أيضاً) أن ذلك خاص بالنجاشي لأنه لم يثبت أنه صلي الله عليه وسلم صلي علي ميت غائب (قال المهلب) وكأنه لم يثبت عنده قصه معاوية الليثي وقد ذكرت في ترجمته في الصحابة أن خبره قوي بالنظر إلي مجموع طرقه، واستند من قال بتخصيص النجاشي لذلك إلي ما تقدم من إدارة اشاعة أنه مات مسلماً أو استئلاف قلوب الملوك الذين

طور بواسطة نورين ميديا © 2015