لا يقول إلا خيرا كالدعاء والاستغفار للميت، وينبغى لأهل الميت أن يدعوا له بالمغفرة ولأنفسهم بالصبر والأكثار من قول الله تبارك وتعالى {إنا لله وإنا اليه راجعون} فعن أم سلمة رضي الله عنها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "ما من عبد تصيبه مصيبة فيقول انا لله وانا اليه راجعون اللهم أجرنى فى مصيبتى وأخلف لى خيرًا منها" الا أجره الله فى مصيبته وأخلف له خيرا منها" قالت فلما توفى أبو سلمة قلت كما أمرنى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخلف الله لى خيرا منه رسول الله صلى الله عليه وسلم، رواه مسلم والامام أحمد وغيرهما، وسيأتى فى باب ما يقول المصاب عند المصيبة من كتاب الصبر ان شاء الله (وفيها أيضا) حضور الملائكة وتأمينهم على ما يقولون (وفيها) مشروعية تغميض عينى الميت بعد موته مباشرة (قال النووى) وأجمع المسلمون على ذلك (وفيها أيضا) دليل على صعوبة الموت وشدته حتى على الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ليعلم الناس أن الله عز وجل وحده هو المنفرد بالقهر والسلطان والغلبة، وأن كل ذى روح لابدّ له من ذوق مرارة الموت سواء أكان أميرا أم حقيرا؛ وليا أم نبيا (وفيما ذكرنا فى الشرح) دليل على توجيه المحتضر الى القبلة (قال الشوكانى) وقد اختلف فى صفة التوجيه الى القبلة فقال الهادى والناصر والشافعى فى أحد قوليه، إنه يوجه مستلقيا ليستقبلها بكل وجهه (وقال المؤيد باله وأبو حنيفة والامام يحيى والشافعى) فى أحد قوليه إنه يوجه على جنبه الأيمن لما أخرجه ابن عدى فى الكامل ولم يضعفه من حديث البراء بلفظ "اذا أخذ أحدكم مضجعه فليتوسد يمينه الحديث وأخرجه البيهقى فى الدعوات قال الحافظ حسن، وأصل الحديث فى الصحيحين بلفظ "اذا أويت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة ثم اضطجع على شقك الأيمن وقل اللهم انى أسلمت نفسي اليك وفى آخره فان مت من ليلتك فأنت على الفطرة" (وفى الباب) عن عبد الله" ابن زيد عند النسائى والترمذى وأحمد بلفظ "كان اذا نام وضع يده اليمنى تحت خده" (وعن ابن مسعود) عند النسائى والترمذى وابن ماجه؛ وعن حفصة عند أبى داود؛ وعن حذيفة عند الترمذى، وعن أبى قتادة عند الحاكم والبيهقى بلفظ "كان اذا عرَّس وعليه ليل توسد يمينه" وأصله فى مسلم، قال ووجه الاستدلال بأحاديث توسد اليمين عند النوم على استحباب أن يكون المحتضر عند الموت كذلك أن النوم مظنة للموت، وللاشارة بقوله صلى الله عليه وسلم "فان مت من ليلتك فأنت على الفطرة" بعد قوله "ثم اضطجع على شقك الأيمن" فانه يظهر منها أنه ينبغى أن يكون المحتضر على تلك الهيئة اهـ باختصار (وفيها) ان عمل الانسان يتصور له عند الاحتضار، فان كان حسنا تصور له بصورة حسنة ينشرح لها صدره ويزول بها كربه، وان كان خبيثا تصور له بصورة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015