-[كلام العلماء في فضل أيام العشر وأيام التشريق وما المراد بالعمل فيها]-

.....

__________

أشار إلى ذلك كله النووى في شرحه {وفيها أيضاً} دليل على فضل صيام عشر ذى الحجة لاندراج الصوم في العمل، قال الحافظ والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذى الحجة لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه وهى الصلاة والصيام والصدقة والحج ولا يتأتى ذلك في غيره، وعلى هذا هل يختص الفضل بالحاج أو يعم المقيم؟ فيه احتمال (وقال ابن بطال) وغيره المراد بالعمل في أيام التشريق التكبير فقط، لأنه ثبت أنها أيام أكل وشرط وبِعال (?) وثبت تحريم صومها، وورد فيه إباحة اللهو بالحراب ونحو ذلك فدل على تفريغها لذلك مع الحض على الذكر، والمشروع منه فيها التكبير فقط؛ وتعقبه الزين بأن العمل إنما يفهم منه عند الاطلاق العبادة، وهي لا تنافى استيفاء حظ النفس من الأكل وسائر ما ذكر فان ذلك لا يستغرق اليوم واللية (وقال الكرمانى) في الحث على العمل في أيام التشريق لا ينحصر في التكبير بل المتبادر الى الذهن منه أنه المناسك في الرمى وغيره الذى يجتمع مع الأكل والشرب اهـ والذى يجتمع مع الأكل والشرب لكل أحد من العبادة الزائدة على مفروضات اليوم والليلة هو الذكر المأمور به وقد فسر بالتكبير كما قال ابن بطال، وأما المناسك فمختصة بالحاج، أفاده الحافظ؛ ويؤيد ذلك ما وقع في حديث ابن عمر المذكور في الباب من الأمر بالاكثار فيها من التهليل والتكبير (وفي البيهقى) من حديث ابن عباس "فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير" ووقع من الزيادة في حديث ابن عباس "وإن صيام يوم منها يعدل صيام سنة والعمل بسبعمائة ضعف" (وللترمذى) عن أبى هريرة "يعدل صيام كل يوم منها بصيام سنة، وقيام كل ليلة فيها بقيام ليلة القدر" لكن إسناده ضعيف، وكذا إسناد حديث ابن عباس {وفي أحاديث الباب أيضاً} مشروعية التكبير من صبح يوم عرفة إلى آخر أيام التشريق، لما في حديثى أبى هريرة ونبيشة، ولما فى صحيح البخارى وغيره عن محمد بن أبى بكر الثقفى قال "سألت أنساً ونحن غاديان من منىً الى عرفات عن التلبية كيف كنتم تصنعون مع النبى صلى الله عليه وسلم؟ قال كان يلبى المبلى لا ينكر عليه ويكبر المكبر فلا ينكر عليه" {وفي صحيح البخارى أيضاً عن أم عطية} قالت "كنا نؤمر أن نخرج يوم العيد حتى نخرج البكر من خدرها حتى نخرج الحيّض فيكنّ خلف الناس فيكبرن بتكبيرهم ويدعون بدعائهم يرجون بركة هذا اليوم وطهرته" {وفيه تعليقاً} وكان ابن عمر يكبر بمنى تلك الأيام وخلف الصلوات وعلى فراشه وفي فسطاطه ومجلسه ومماشه تلك الأيام جميعاً، وكانت ميمونة تكبر يوم النحر وكنَّ النساء يكبرن خلف أبان وعثمان وعمر بن عبد العزيز ليالي التشريق مع الرجال في المسجد"

طور بواسطة نورين ميديا © 2015