صدفها وحسناء في خدرها وكنزا مخبوءا لا يصل الى الى جواهر مكنوناته الا الحفاظ الاثبات من رجال الحديث، ولما كنت منذ الطفولة ولوعا بكتب السنة الى نهاية الطلب ويسر الله لي في تلك الفترة قراءة الكتب الستة وغيرها من الكتب المعتبرة عند المحدثين استاقت نفسي الى قراءة المسند وذلك في سنة أربعين وثلاثمائة وألف من الهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التحية وهي نهاية الحلقة الرابعة من عمري فوجدته بحرا خضما يزخر بالعلم ويموج بالفوائد بيد أنه لا فرضة (?) له ولا سبيل الى اصطياد فرائده (?) واقتناص شوارده فخاطر بالخاطر الخاطر وناجتني نفسي ان ارتب هذا الكتاب، وأعقل شوارد أحاديثه بالكتب والأبواب، وأقيد كل حديث منه بما يليق به من باب وكتاب، وأقرنه بقرينه وأنيسه، وأجلس كل جليس مع جليسه، فاستصغرت نفسي هنالك، واستعجزتها عن ذلك، ولم يزل الباعث يقوى والهمة تنازعني والرغبة تتوفر وأنا اعللها بما في ذلك من التعرض للملام، والانتصاب للقدح، والأمن من ذلك جميعه مع الترك، ويأبى الله إلا أن