فقلت له: «تعتر» من العتيرة. والشعر للحارث بن حلّزة، وأصل ذلك أن العرب كانوا إذا بلغت إبل الرجل ألفا فقئوا عين الفحل لتدفع العين عنها، فهو المفقّأ يافتى، وإذا زادت على الألف فقئوا العين الأخرى، فهو المعمّى. وفى ذلك يقول قائلهم «1» :
فقأت لها عين الفحيل «2» تعيّفا
ومن نذورهم: إذا بلغت إبلى كذا ذبحت كذا وكذا شاة، ثمّ يقولون الظباء شاء، فيذبحون مكان الشاة ظبية مما يصيدون، ويسمّونها العتيرة، وحقّ ذلك أن يكون فى رجب، فذلك قول الحارث بن حلّزة: «عننا باطلا ... » البيت.
نذكره من باب إحالتهم بالذّنب على غير المذنب. فمن ذلك «3» أنهم كانوا إذا امتنعت البقر من ورود الماء ضربوا الثور حتى يرد وترد بوروده، ففى ذلك يقول أنس بن مدرك الخثعمىّ «4» :
إنّى وقتلى سليكا ثم أعقله ... كالثور يضرب لمّا عافت البقر