وقال الحسن: الشباب الصحة، والسلطان المال، والعزّ الغنى عن الناس.
وأنشدنى مسعود «1» بن بشر فى مدح الشيب لكثيّر فى عبد الملك بن مروان «2» :
رأيت أبا الوليد غداة جمع ... به شيب وما فقد الشبابا «3»
ولكن تحت ذاك الشيب حزم ... إذا ما ظن أمرض «4» أو أصابا
وقال إبراهيم بن المهدى «5» :
يقولون هل بعد الثلاثين ملعب ... فقلت وهل قبل الثلاثين ملعب!
لقد جلّ قدر الشّيب إن كان كلّما ... بدت شيبة يعرى من اللهو مركب
وقال آخر:
ألقى عصاه وأرخى من عمامته ... وقال ضيف فقلت الشّيب قال أجل
فقلت أخطأت دار الحىّ قال ألا ... تمّت لك الأربعون الحول ثم نزل
لله شيب رمى قلبى بلوعته ... كأنما اعتمّ منه مفرقى بجبل
وأنشد إسحاق:
كان الشباب كخضاب فنصل ... واختاره الشيب محلّا فنزل
فأزعج الشيب الشباب فارتحل ... والشيب داء قاتل وإن مطل
ولأبى العتاهية «6» :
يا خاضب الشيب بالحنّاء تستره ... سل المليك له سترا من النار
لن يرحل الشيب عن دار ألمّ بها ... حتى يرحّل عنها صاحب الدار