الفاضل (صفحة 68)

وقال العتبى يرثى بنيه- وكانوا ستة توالوا موتا:

يا ستّة أودعتهم حفر البلى ... لخدودهم عفر الجبوب وساد «1»

منعوا جفونى أن يصافح بعضها ... بعضا فهنّ وإن قربن بعاد

لم تبق عين أسعدت ذا عبرة ... إلا بكت حتى بكى الحسّاد

وله أيضا فيهم «2» :

وكنت أبا ستّة كالبدو ... ر قد فقئوا أعين الحاسدينا

فمرّوا على حادثات المنون ... كمرّ الدراهم بالناقدينا

فألقين هذا إلى ضارح «3» ... وألقين هذا إلى لاحدينا

فما زال ذلك دأب الزما ... ن حتى أبادهم أجمعينا

وحتّى بكى لى حسّادهم ... وقد أتعبوا بالدموع العيونا «4»

وحسبك من حادث بامرئ ... ترى حاسديه له راحمينا

فمن كان يسليه مرّ السنين ... فحزنى يجدّده لى السنونا

وقال مسلم بن الوليد يرثى أخاه فى كلمة «5» له:

وإنى وإسماعيل يوم فراقه ... لكالغمد يوم الرّوع فارقه النصل

فإن آت قوما بعده أو أزرهم «6» ... فكالوحش يدنيها من القنص المحل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015