وقال «1» :
جلّت صنيعته فعمّ مصابه ... فالناس فيه كلّهم مأجور
فالناس مأتمهم عليه واحد ... فى كلّ دار رنّة وزفير
تجرى عليك دموع من لم توله ... خيرا لأنك بالثناء جدير
ويشاكل هذا الباب قول عمارة بن عقيل لخالد بن يزيد بن مزيد «2» :
أرى الناس طرّا حامدين لخالد ... وما كلّهم أفضت إليه صنائعه
ولن يترك الأقوام أن يحمدوا الفتى ... إذا كرمت أعراقه وطبائعه
فتى أمعنت ضراؤه فى عدوّه ... وخصّت وعمّت فى الصديق منافعه
وأنشدنى عمارة بيتين لحرير يرثى بهما أخويه عمرا وحكيما «3» :
خليلىّ كم من زفرة قد رددتها ... ومن ظلمة وارت علىّ ضحى حجرا
إذا ما دعا قوم علىّ أخاهم ... دعوت فلم أسمع حكيما ولا عمرا
وحدّثنى الرياشى فى إسناد ذكره قال قال عمر بن الخطاب للخنساء: ما أقرح مآقى عينيك؟ قالت: بكائى على السادات من مضر. قال: يا خنساء، إنهم فى النار قالت: ذلك أطول لعويلى.
ويروى أنها قالت: كنت أبكى لصخر على الحياة وأنا أبكى له اليوم من النار.