ما زال يحسد بطن أرضك ظهرها ... إذ تمّ أمرك واستوى القدر
حتى حللت ببطنها فتقدّست ... فاليوم يحسد بطنها الظهر «1»
وهذا من أحسن المعانى وألطفها. ولها فيه أيضا كلمة أوّلها «2» :
سألت بعمرو أخى صحبه ... فأوحشنى حين هابوا السؤالا
وقالوا تركناه فى غارة ... بآية ما قد ورثنا «3» النّبالا
أتيح له نمرا أجبل ... فنالا لعمرك منه منالا
فأقسم يا عمرو لو نبّهاك ... إذن نبّها منك داء غضالا
إذن نبّها ليث عرّيسة ... مفيدا مفيتا نفوسا ومالا «4»
وكان سبب وفاته أن النمر وثب عليه فقتله. وفى هذه القصيدة من حرّ الكلام وصادق المدح قولها:
وخرق تجاوزت مجهوله ... بوجناء حرف تشكّى الكلالا «5»
فكنت النهار به شمسه ... وكنت دجى الليل فيه الهلالا
فما بلغت مدحتى لامرئ ... يزمّ الكماة ويعطى النوالا «6»
وينزل فى غمرات الحروب ... إذا كره المحجمون النزالا
ومما اخترناه منها قولها:-
وخوف وردت وثغر سددت ... وعلج شددت عليه الحبالا