العبدي والعبدي يبكي إلى أن دخل داخل فقال يا أمير المؤمنين: مات عقبة. فضحك العبدي فقال المهدي: مم كنت تبكي؟ قال: من خوف أن يعيش. فلما مات أيقنت أني أدركت ثأري. فقال الناس: أجسر من قاتِل عقبة.
قال الشرقي بن القطامى: كان هاشم بن عبد مناف رجلاً كثير التقلب في أحياء العرب في التجارات والوِفادات إلى الملوك، وكان نُكَحةً. وكان قد أوصى أهله متى أتوا بمولود معه علامة قد أعطاهم إياها أن يقبلوه. وتكون علامة قبولهم إياه أن يكسوه ثياباً وخُفاً. قال: فتزوج هاشم من حيٍ من اليمن وارتحل عنهم، فُولد له غلام فسماه حُنيناً ثم حمله إلى قريش. فلما قرُب منهم أرسل الغلام ومعه رجل من أهله فسأله عن عبد مناف أو المطّلب، فدُلّ عليه، فأتاه فقال: إن هذا الغلام ابن هاشم فسأله عن العلامة فلم يكن عنده شيء. فلم يقبله وردَّه إلى أهله. فلما أقبل الغلام راجعاً نظر إليه جده فقال: جاء بخفي حُنين: أي جاء بخُفيه خائباً لم يُقبل فتُخلعا ويُلبس مكانهما. فضرب مثلاً لكل خائب.
وقال أبو اليقظان: كان حنين ادُّعِي إلى أسد بن هاشم بن عبد مناف فأتى عبد المطلب وعليه خفان أحمران، فقال: يا عم أنا ابن أسد بن هاشم. فقال له عبد المطلب: لا وثياب هاشم! ما أعرف شمائل هاشم فيك فارجع. فقالوا: رجع حنين بخُفيه. فصار مثلاً لمن طلب حاجة فإذا رُدّ عن حاجته قيل: رجع بخفي حنين.