قال الأصمعي: الجِلفُ: جلد الشاة والبعير، فكأن المعنى أنه أعرابي ببدويته وجفائه، أي هو أعرابي بجلده ولم يتزيَّ بزيِّ أهل الحضَر وأخلاقهم، فيكون قد نزع جلده الذي جاء فيه ولبس غيره. قال: وهذا كقولهم: هذا كلام العرب بغُباره أي لم يتغير عن جهته. وقال غيره: أصله من أجلاف الشاة المسلوخة بلا قوائم ولا رأس ولا بطن، فكأنه جسم فقط. أي ليس يفهم ما يُراد منه. وقال اليماميّ: جَلف كل شيء: قِشره. فكأن المعنى فيه أنه مُتزيٍّ بزيِّ العرب متشبه بهم وليس منهم. والأول أصحّ في المعنى.
قال الأصمعي: أي ممنوع من الرزق قد حُبِس عنه. ومنه قيل للسجَّان حدَّاد وأنشد:
يقول الحَدَّادُ أنت مُعَذَّبٌ ... غَدَاةَ غدٍ أو مُسْلَمٌ فَقَتِيلُ
قال: وكل من منع شيئاً فقد حدّه. واحتج ببيت الأعشى:
فقُمْنَا ولَمَّا يَصِيحُ دِيكُنا ... إلى جَوْنَةٍ عند حَدَّادِها
أي صاحبها الذي يمنعها. يعني خمْراً.