إنما هو الصراخ عليه والجزع عند المصيبة. وهو الأليلة أيضاً. ويقال: أل يؤل ألا وأللا وأليلة إذا فعل ذاك، وقال الكميت:
وأنتَ ما أنتَ في غبراءَ مظلمةٍ ... إذا دعتْ ألليها الكاعبُ الفضلُ
وقال ألاخر:
وليَ الأليلةُ إنْ قتلتُ خؤولتي ... وليَ أليلةُ إنْ هم لم يقتلوا
وروى في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: "عجب ربكم عز وجل من إلكم وقنوطكم ورزقة إياكم"، ومعناه والله أعلم: من جزعكم عند ما يصيبكم وترككم الاسترجاع والرضا بما قضاه عليكم، ومن استبطائكم رزقة ويأسكم إذا أبطأ عليكم.
وأبو عبيد يقول: هو من الكم بالفتح وقال هو أشبه بالمصادر. وفسره الدعاء، وليس للدعاء هاهنا وجه، لن الله جل وعز لا يكره ان يدعى. وأما قولهم ألكم لأنه مصدر فقد صدق، المصدر بالفتح والكسر، لأنه يكون اسم ذلك الفعل.
هذا مما يغلطون فيه، وإنما هو نقض بالكسر، وأصل ذلك في البعير الذي ينتقضه السفر ويبليه، ثم كثر حتى قيل للشيخ والضعيف. وأنشد الفراء.