من بني أمية بن زيد، امرأة يزيد بن زيد بن حصن الخطمي، وكانت تعيب الإسلام وتؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتحرض عليه وتقول في ذلك الشعر، فجاءها عمير في جوف الليل حتى دخل عليها وحولها نفر من ولدها نيام. فجسها بيده وكان ضريراً ثم وضع سيفه على صدرها حتى أنفذه من ظهرها. ثم صلى الصبح بالمدينة. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أقتلت بنت مروان"؟ قال: نعم! فهل على في ذلك شيء؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا ينتطح فيها عنزان".
فكانت هذه الكلمة أول ما سمعت من النبي صلى الله عليه وسلم. وسمى عمير البصير.
أول من قال ذلك فيما ذكره أبو اليقظان أم عمرو امرأة زبان بن يثربي بن الحارث بن مالك بن شبيان بن ذهل بن ثعلبة بن عكابة. وفي كتاب الكلبي: زبان بن الحارث، وهو أول من قاد بني ثعلبة في الجاهلية.
وكان غزا بني تغلب ودليله رجل من بني عقيلة. فذهب الدليل فأخبر بني تغلب بغزوته فندورا. واقتتلوا فقتلوا سبعة من ولده. فآلى زبان أن لا يمس رأسه غسل ولا يرى عقيلياً إلا قتله حتى يدرك بثأره.
فأتاه ذلك العقيلي متنكراً فاستأمنه ثم دله على بني تغلب. فسار إليهم فقتل منهم جماعة كثيرة وفيهم أبو محياة اليشكري، ثم حمل الرؤوس على قلوص.
وجاء بالأسلاب والغنائم إلى امرأته أم عمرو. فلما رأت ذلك قالت: اليوم تقضى أم عمرو دينها. فذهبت مثلاً.