أي ما عداك عني مما بدا لك مني. ومعنى عداك صرفك. قال الحارث بن خالد المخزومي:
فوددتُ إذ شحطوا وشطَّ مزارهم ... وعدتهمُ عنَّا عوادٍ تشغلُ
وبدا: ظهر.
وأول من قال ذلك أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام. لما قدم البصرة قال لعبد الله بن العباس: صر إلى الزبير ولا تأت طلحة، فقل: يقرأ عليك السلام، ويقول: أعرفتني بالحجاز وأنكرتني بالعراق؟ فما عدا مملا بدا؟! فلما بلغه سلامي، وقل له: عهد خليفة، ودم خليفة، واجتماع ثلاثة وانفراد واحد، وأم مبرورة، ومشاورة العشيرة.
أول من قال ذلك الحطيئة الشاعر. وكان أتاه ابن الحمامة الشاعر فقال: السلام عليك. فقال الحطيئة: كلمة تقال ليس لها جواب. فقال: أألج؟ قال: وراءك أوسع لك. قال: قد صهرتني الشمس. قال: عليك بالجبل يفيء عليك