فلما بلغت قيساً قال: ما له قاتله الله أفسد علينا حلفنا!؟ فخرجوا حتى أتوا بني جعفر بن كلاب. فقالوا: نكره أن تسامع العرب أنَّا حالفناكم بعد الذي كان بيننا وبينكم، ولكنكم حلفاء بني كلاب. فكانوا فيهم حتى كان يوم جبلة فتهايجوا في شأن قتل ابن الجون، قتله رجل من بني عبسٍ بعد ما أعتقه عوف بن الأحوص. فقال عوف: يا بني جعفر إن بني عبسٍ أدنى عدوكم إليكم، إنما يجمون كراعهم ويحدون سلاحههم، ويأسون قرحهم فيكم، فأطيعوني وشدوا عليهم قبل أن يندملوا، وقال:
إنّى وقيساً كالمسمِّن كلبَه ... فخدَّشهُ أنيابُه وأظافرُه
فلما بلغ ذلك بني عبس أتوا ربيعة بن قرط أحد بني أبي بكر بن كلاب فحالفوه. فقال في ذلك قيس:
أحاولُ ما أحاول ثم آوى ... إلى جارٍ كجارِ أبي دُؤاد
منيعٍ وسطِ عكرمَة بنِ قيسٍ ... وهُوبٍ للطريفِ وللتلادِ
كفاني ما خشيتُ أبو هلالٍ ... بذاتِ الرِّمثِ كالحِدَاءِ الغوادي
ثم إن بني ذبيان غزوا بني عامر وفيهم بنو عبس يوم شعواء وفي يوم آخر، فأسر طلحة بن سيارٍ قرواش فنسبه فكنَى عن نفسه، وقال: أنا ثورُ ابن عاصمٍ البكائي. فخرج به إلى أهله. فلما انتهى به إلى أدنى البيوت عرفته امرأةٌ من أشجع أمها عبسية، كانت تحت رجلٍ من فزارة، فقالت لزوجها: إني لأرى