قومه نحيفاً. فهرب من شاكرٍ، فبينا هو بقى من الأرض إذا اصطاد أرنباً فاشتواها فلما بدأ يأكل منها أقبل ذئب فأقعى منه غير بعيد، فنبذ إليه من شوائه فولَّى به، فقال عمرو عند ذلك:
لقد أوْعدَتْني شاكرٌ فخشيتُها ... ومن شعْبِ ذي همْدان في الصدرِ هاجسُ
قبائلُ شتى ألفَ اللهُ بينَها ... لها جحفٌ فوق المناكب يابسُ
ونارٍ بموماةٍ قليلٍ أنيسُها ... أتاني عليْها أطلسُ اللونِ بائسُ
نبذت إليه حُزَّةً من شوائنا ... حياءً وما فُحشى على من أجالسُ
فولَّى بها جذْلان ينفضُ رأسه ... كما آض بالنهبِ المغيرُ المخالسُ
فلما وصل إلى قومه قالوا: ياعمرو! إنك خرجت من عندنا نحيفاًوأنت اليوم بادن!! فقال: القيد والرتعة. فأرسلها مثلاً. ومعنى الرتعة: الخصب، ومن ذلك قولهم: هو يرتع في كذا، أي هو في شي كثير لا يُمنع منه، فهو مخصب.
معناه أنه عمل له فيما يحب شيئاً ما يكدره، وهو مأخوذ من الغشش وهو الماء القليل الكدر، وأنشد اللحياني: