إهالة، فجعل يقول: أعذِرني. فقال الرجل: أبى الحقين العِذْرة. وقال غير أبي عبيدة: أصل ذلك أن رجلاً استطعم رجلاً فقال له: ما عندي شيء فأعذِرني. وبصر الطالبُ بِنَحْيِ سمنٍ في رَحْلهِ، فقال: أبى الحقين العِذْرة.
معناه اتصل بالنَّاس فلم يكن عند بعضهم دون بعض. وكذلك سَهْمٌ شائع ومُشاع إذا تفرَّق في جميع الدار وغيرها فاتصل كلُّ جزء منه بكل جزء منها. وقال الأصمعي: أصل ذلك في بول الناقة، يقال: إذا قَطَّعَت بَوْلَها قطعاً قد أوْزَغَت ببولها، فإذا أرسلته إرسالاً متصلاً شديداً قيل: أشاعت به. وقال ذو الرُّمّة:
إذا ما دَعاها أَوزغََت بَكَراتُها ... كإبزاغِ آثار المُدَى في التَّرائِبِ
وقال:
أقامَ بها حتى استَمَرَّت حَوَامِلٌ ... وحتى أشَاعَت بَوْلَهُنَّ الرَواجِعُ
معناه حتى أنظُرَ ما عنده. قال الأصمعي: وأصل ذلك في الناقة: إذا ضربها الفَحْلُ فأرادوا أن يعلموا ألاقحٌ هي أم لا عَرَضوها على الفحل، فإن صَحَّ لِقاحها استكبرت وقطّعت بولها، فيقال منه: بُرْتُ الناقة أَبورثها بَوْراً، وبعض العرب يقول: أبْتَرْتُها. وقال مالك بن زُغبة الباهلي: