أول من قاله فِنْدٌ مولى عائشة بنت سعد بن أبي وقَّاص. وكان أحد المغنِّين المُحسنين وكان يجمع الرجال والنساء، وله يقول ابن قيس الرقَيَّات:
قَلْ لِفِنْدٍ يُشَيِّع الأظعانَا ... طَالَمَا سَرَّ عَيْشَنَا وكَفَانَا
وكانت عائشة أرسلته يأتيها بنارٍ فوجد قوماً يخرجون إلى مصر فخرج معهم، فأقام بها سنةً ثم قَدِم فأخذ ناراً وجاء يعدو فعثر وتبدَّد الجمر، فقال: تعست العجلة، وفيه يقول الشاعر:
ما رأينَا لِغُرابٍ مَثَلاً ... إذ بَعَثْنَاه يجي بالمِشْمَلَهْ
غير فِنْدٍ أرسلوه قَابِساً ... فَثوَى حَوْلاً وسَبَّ العَجَلَهْ
أول من قال ذلك الأفعى الجُرْهُمي. وكان من حديث ذلك: أن نزاراً لما حضرته الوفاة جمع بنيه مُضر وإياداً وربيعة وأنماراً فقال: يابنِيَّ! هذه القبَّة الحمراء، وكانت من أدم، لمضر، وهذا الفرس الأدهم والخِباء الأسود لربيعة، وهذه الخادم، وكانت شمطاء لإياد، وهذه البَدْرَة والمَجْلِس لأنمارٍ يجلس فيه. فإن أشكل عليكم كيف تقتسمون