فحُمِلت إليه فعظُم موقعها منه، وولدت له الملوك السبعة الذين ملكوا بعده أمرَ اليَمَن.
ويقال إن أول من قاله النابغة الذبياني لعِصام بن شهبر حاجب النعمان. وكان النعمان قد اعتلَّ، فأتاه النابغة ليعوده فحجبه عصامٌ، فقال النابغة:
فإنَّي لا ألومُك في دُخولي ... وَلَكِنْ ما وَرَاءَكَ يا عِصَامُ
أصل ذلك أن نساء الجاهلية كان إحداهن إذا مات عنها زوجها اعتدَّت عليه سنة لا تخرج من بيتها، فإذا تمَّ الحولُ فمرَّ كلب رمته ببعرةٍ ثم خرجت من بيتها. وإنما تفعل ذلك لتُرِي الناس أن إقامتها حَوْلاً بعد زوجها أهون عليها من بعرةٍ يُرمى بها كلب. ثم كثر ذلك حتى جُعِل مثلاً في كل ما يتهاون به. وقد رُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم أن امرأة تُوفِّي عنها زوجها فاشتكت عينها، فأرادوا أن يُداووها، فسئل النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال: قد كانت إحداكُنَّ تمكث في بيتها الحَوْل، فإذا كان الحَوْل فمر كلب رمته ببعرة ثم خرجت. أفلا أربعة أشهر وعشرا؟!. وقد ذكرت الشعراء هذه الإقامة، فمن ذلك قول لبيد:
وهُمُ رَبِيعٌ للمُجاوِرِ فيهم ... وَالمُرْمِلاتِ إذا تَطَاوَلَ عَامُها