الفاخر (صفحة 171)

رجلاً، فعدت رجلاً كما كنت. فأتيت المدينة التي أنا منها فتزوجت امرأةً فولدت لي ولدين، فلي ابنان من ظهري وابنان من بطني. فقالوا: سبحان الله إن هذا لَعَجَب! أنت شريكنا فيه. فبينما هم يتشاورون فيه إذ ورد عليهم ثورٌ يطير، فلما جاوزهم إذا رجلٌ بيده خشبة يُحْضر في أثره، فلما رآهم وقف عليهم فقال: ما شأنكم؟ فردوا عليه مثل مردّهم على الأول. فقال: إن حدثتكم أعجب من هذا أتشركوني فيه؟ قالوا: نعم. قال: كان لي عمٌ وكان موسراً، وكانت له ابنة جميلة. وكُنا سبعة أخوة. فخطبها رجل، وكان له عِجلٌ يُربيه. فأفلت العجل ونحن عنده، فقال: أيكم ردَّه فابنتي له. فأخذت خشبتي هذه واتزرتُ ثم أحضرت في أثره وأنا غلام، وقد شِبتُ، فلا أنا ألحقه ولا هو ينكُل. فقالوا: سبحان الله إن هذا لعجب! أنت شريكنا فيه. فبينا هم كذلك إذ ورد عليهم رجل على فرسٍ له أنثى، وغلام له على فرس رائع فسلّم كما سلّم صاحباه وسأل كسؤالهما. فردوا عليه كمردِّهم على صاحبيه. فقال: إن حدثتكم بحديث أعجب من هذا أتشركونني فيه؟ قالوا: نعم. فهات حديثك. قال: كانت لي أمّ خبيثة، ثم قال للفرس الأنثى التي تحته أَكَذاكِ هو؟ فقالت برأسها: نعم. وكنا نتهمها بهذا العبد، وأشار إلى الفرس الذي تحت غلامه، ثم قال للفرس أكذاك؟ فقال: برأسه. نعم. فوجهت غلامي هذا الراكب على الفرس ذات يوم في بعض حاجاتي فحبسته عندها. فأغفى فرأى في منامه كأنها صاحت صيحة، فإذا هي بجُرذٍ قد خرج، فقالت له: امخُر فمَخَر، ثم قالت اكْرُر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015