فغضب أُحيحة وقال له: بِتْ عندي. فبات عنده فلما شربا تغنّى أُحيحة وقيس يسمع:
أَلاَ يا قَيْسُ لا تَسُمَنَّ دِرْعِي ... فما مِثْلي يُساوَمُ بالدُّرُوعِ
فلولا خُلَّة لأبي جُزيْءٍ ... وأنّي لست عنها بالنَّزُوعِ
لأُبْتَ بمِثلها عَشْرٍ وطِرْفٍ ... لَحُوقِ الإطْلِ جَيَّاشٍ تَلِيعِ
ولَكِنْ سَمِّ ما أَحْبَبْتَ فِيها ... فليس بمُنْكَرٍ عَيْنَ البُيوعِ
فما هِبَةُ الدُّرُوعِ أَخَا بَغِيضٍ ... ولا الخَيْل السَّوابِق بالبَدِيعِ
أول من قال ذلك ابن رهيمة المدني الشاعر لزينب بنت عكرمة بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي. وقال بعضهم: هي زينب بنت عبد الله بن عكرمة، وكانت عجوزاً كبيرة ولها جَوارٍ مُغنيَّات. وكان ابن رُهَيمة، واسمه محمد وهو مولىً لخالد بن أسِيد، يتعشّق بعض جواريها فتُسرُّ لذلك وتَصِلهما وتكسوهما، فمن قوله فيها:
أَقْصَدْتِ زَيْنَبَ قَلْبِي بعدَ ما ... ذَهَبَ البَاطِلُ مِنِّي والغَزَلْ
ولها يقول:
إِنَّما زَيْنَبُ الهَوَى ... وهْيَ الهَمُّ والمُنى
وله فيها عدة أشعار. ثم إن زينب حجَبَتها لشيءٍ بلغها، فقال ابن رُهيمة: